مـن روائـع السيـنمـا II

"انا هلعب مع الخسران يا رزق"

5 دقائق فى نهاية فيلم الحريف هى مدة هذا المشهد الذى اعشقه ..
المشهد مغزول بعناية شديدة :
" رزق (عبد الله فرغلى) : ايه اللى جابك يا فارس ؟ جى تراهن ولا ايه؟
فارس : اه
رزق : على مين ؟
فارس : ع الحريف يا رزق
رزق *يضحك ساخرا* : انهو فيهم ؟ القديم ولا الجديد
يخترق المشهد ابن فارس قائلا : مفيش الا حريف واحد يابو رجل خشب
فارس : اهو العيل الصغير قالهالك .. هى النتيجة كام ؟
رزق : 4/0
فارس : مين اللى غالب؟
رزق: مختار طبعا ( يقصد الحريف الجديد )
فارس وهو ينظر للجمهور و الملعب : انا هلعب مع الخسران.

ينطقها فارس ( عادل إمام ) وهو ينظر للملعب وللمباراة الجارية لتصبح هذه الجملة وهذه اللحظة بالتحديد هى الأكثر إمتاعا لى شخصيا من بين جميع مشاهد ودروس فيلم الحريف الممتعة للكثير من أمثالى ممن يحبون الشوارع
- فارس يعلم جيدا انه اصبح هناك حريفا جديدا .. الجميع يعلم ذلك
هذا هو قانون الشارع يا عزيزى .. هذا هو قانون الحياة عامةً
لكل وقت حريفه..
(هذا اول درس يمكنك تعلمه سريعا من هذا المشهد)
- الحياة ليست بهذه السهولة .. ولذلك قرر فارس ان يصبح مثل الاف السكان العاديين .. يعمل بتجارة السيارات و يتفرغ لزوجته وابنه وحياته الروتينية بعدما كان الحريف الذى يهوى اللعب و المغامرة .. ولكن الان اصبح هناك حريفا جديدا يهتف له الجمهور والموازين تتغير
(الدرس التانى .. الحياة ليست فى صالحك دائما .. وليست ضدك دائما .. فقط استغل الفرص حينما تكن لك .. وحاول الخروج بأقل خسائر حينما تنقلب عليك)
- فارس يعلم ان الحياة بدأت فى تضييق خناقها ولكن تركيبة فارس ترفض ان ينهى حياته كحريف بهذه السهولة
يقرر ان ينهى مسيرته منتصرا .. يقرر ان يدخل الماتش من منتصفه و يلعب مع الفريق الخسران حتى يقوده للفوز على الحريف الجديد .. يقرر ان يرحل وهو فائز والجمهور يهتف بإسمه
فى هذه اللحظة جاء فارس ليراهن على كل شئ .. هذا هو الريسك المفضل بالنسبة لى
يلعب فارس ماتشه الاخير امام الحريف الجديد .. اذا خسر ستكون نهاية فارس مآساوية .. واذا فاز سيودع الجمهور وهو منتصر
( الدرس المفضل بالنسبة لى -ربما يكون هذا التكنيك خاطئا لكنى احبه- ، حينما تتعقد الأمور العب على كل شئ .. اذا خسرت لا يهم فا انت فى كل الحالات خسران .. واذا ربحت ستتضاعف افراحك)
- ينزل فارس الى ارض الملعب ويهتف له الجمهور .. مازال الجمهور يهتف ويفرح بنزوله
يذهب الى مختار ( الحريف الجديد ) و يسلم عليه فا يقول له مختار وهو سعيد "اهلا يا كابتن" دليل على احترام مختار لمكانة فارس كحريف قديم
( هذه اللقطة تكشف لك انك حتى وان اسودت الليالى .. عندما تكون الحريف مرة تظل حريفا يحترمك الجمهور وخصومك دائما
الحريف يظل فى القلوب مهما حدث)
- يلعب فارس مع الفريق الخسران ويفوز بالمباراة .. يحتضنه ابنه ويسأله " انت مش هتلعب تانى يابا صحيح ؟ "
يرد فارس : خلاص يا بكر زمن اللعب راح
فارس انتصر لنفسه ولإختياراته قبل ان ينهى مشواره كحريف .. ليبدأ فى حياته الروتينية الهادئة بعدها
( اذا كنت ستموت غدا .. لا تفعل اى شئ الا ان تتصل بكل اصدقاءك وتذهب للإحتفال الليلة )

كلماتك اخجلت حروفي ..ووجدت اناملي صعوبة في مجارات ابداعك
نقشت فأبدعت..
عزفت فسحرت ..
سلمت يمناك على هذه الروعة
وتقبلى مني كل الاحترام والتقدير

» مـن روائـع السيـنمـا I